العرب، كما قال، تعالى، فيما أنزل يوم تمام الحج الذي هو يوم عرفة:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} وذلك بما أتم الله سبحانه وتعالى، عليهم من نعمة تمام معالم الدين، وتأسيس الفتح بفتح أم القرى، التي في فتحها فتح جميع الأرض، لأنها قيام الناس. نظم، تعالى، بما تلاه من الخطاب تفصيلا من تفاصيل أمر الحج، انتظم بأمر الذين آمنوا، من حيث ما في سبب إنزاله من التحرج للذين أعلموا برفع الجناح عنهم، وهم طائفة من الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، فتحرجوا من التطوف بين الصفا والمروة، وطائفة أيضا خافوا أن يلحقهم في الإسلام بعملهم، نحو ما كانوا يعملونه في الجاهلية، نقص في عمل الإسلام، فأعلمهم الله، سبحانه وتعالى أن ذلك موضوع عنهم، لمختلف نياتهم، فإن الأعمال بالنيات، فما نوى لله كان لله، ولم يبل فيه بموافقه ما كان من عادتهم في الجاهلية.
وفي فقهه صحة السجود لله، سبحانه وتعالى، لمن أكره على السجود للصنم، وفي طي ذلك صحة التعبد لله بكلمة الكفر لمن أكره عليه، أذن،