- صلى الله عليه وسلم -، غير مرة في أن يقول فيه قائل ما يوافق الكفار بحسن نية للقائل في ذلك، ولقضاء حاجة له من حوائج دنياه عند الكفار، فظهر بذلك كونه، - صلى الله عليه وسلم -، رحمة للعالمين، يقبل الضمائر، ولم يبال بالظواهر في أحوال الضرائر، فرفع الله، سبحانه وتعالى، عنهم الجناح بحسن نياتهم وإخلاصهم لله، سبحانه وتعالى، عملهم، فبهذا النحو من التقاصر في هذه الرتبة، انتظم افتتاح هذا الخطاب بما قبله من أحوال الذين آمنوا من المبتلين بما ذكر - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: وهي "أي الشعائر" ما أحست به القلوب من حقه. وقال: والشعيرة: ما شعرت به القلوب من أمور باطنة. {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} وإنما ذكرها، تعالى، بالشعائر وعملها معلم [من] معالم الإسلام وحرمة من حرم الله، لما كان حكم في أمر القلوب التي كان في ضمائرها تحرجهم، فمن حيث ذكرها بالشعيرة صححها الإخلاص والنية.
{فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ} ذكر البيت في الحج، والمسجد الحرام في التوجه لانتهاء الطواف إلى البيت، واتساع المصلى من حد المقام إلى ما وراءه، لكون الطائف منتهيا إلى البيت، وكون المصلي قائما بمحل أدب يؤخره عن منتهى الطائف مداناة المبيت،