تعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ردا على إضمار ما في الأول، ولم يذكر اسمه المظهر ليكون للدعوة إليه رتبة عالية، تكون هذه منقولا إليها.
ولما كان هذا التوحيد الإلهي أمر غيب من الإله أظهره، سبحانه وتعالى، بمظهر الرحمانية المحيطة الشاملة، والرحيمية، الاختصاصية لما عند الخلق من شاهد ذلك فيما يجدونه من أثر الرحمانية في دنياهم وأثارهم، وما يجدون من آثار الرحيمية [في اختصاصهم المزية في تضاعف رحمته، فكان في مجموع هذه الآية أعظمية من غيب الإلهية إلى تمام الاختصاص الرحيمية -]، فلذلك كانت هذه الآية مع آية الإحاطة في [أول] آل عمران الجامعة لمقابلة ما في هذه الآية من خصوص الرحيمية، مع خصوص مقابلها من وصف الانتقام الظاهر عن وصف العزة الذي أبداه قوله سبحانه وتعالى:{وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} فكانت هذه الآية لذلك مع: {الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} اسم الله الأعظم المحيط بالغيب والشهادة جمعا للرحمة والنقمة في الظاهر، وإحاطة عظمة في الباطن، فكان هذا الحد من علو الخطاب ابتداء رفع الخلق إلى التعلق باسم الله