للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} لأداه للنفس، كما حرم ما قبله لمضرتهما في الجسم، لأن من حكمة الله في خلقه أن من اغتذى جسمه بجسمانية شيء اغتذت نفسه بنفسانية ذلك الشيء: "الكبر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم" فلما جعل في الخنزير من الأوصاف الذميمة حرم على من حوفظ على نفسه من ذميم الأخلاق، واللحم ما لحم بين أخفى ما في الحيوان من وسط عظمه، وما انتهى إليه ظاهره من سطح جلد، وعرف غلبة استعماله على رطبة الأحمر، وهو هنا على أصله في اللفة، يجمع اللحم الأحمر والشحم والأعصاب والعروق إلى حد الجلد، وما اشتمل عليه ما بين الطرفين من أجزاء الرطوبات، وإذا حرم لحمه الذي هو المقصود بالأكل، وهو أطيب ما فيه، كان غيره من أجزائه أولى بالتحريم.

{وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}

قال الْحَرَالِّي لأن ما لم يذكر عليه اسم

<<  <   >  >>