للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطاب الكتب، ليجري مرد كل خطاب على حد مبدئه، وفي قوله: {مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} إعلام بأن القضاء لم يجر على وحدة شهر، لاختصاص الوحدة بشهر رمضان، ونزول قضائه منزلة الصوم الأول، [و -] في عدده، وفي إطلاقه أشعار بصحة وقوعه متتابعا وغير متتابع - انتهى.

{وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}

قال الْحَرَالِّي: اليسر عمل لا يجهد النفس، ولا يثقل الجسم، والعسر ما يجهد النفس ويضر الجسم.

وقال: فيه إعلام برفق الله بالأجسام التي يسر عليها بالفطر، وفي باطن هذا الظاهر إشعار لأهل القوة بأن اليسر في صومهم، وأن العسر في فطر المفطر، ليجري الظاهر على حكمته في الظهور، ويجري الباطن على حكمته في البطون، إذ لكل آية منه ظهر وبطن، فلذلك، والله، سبحانه وتعالى، أعلم، كان النبي، - صلى الله عليه وسلم -، يصوم في رمضان في السفر، ويأمر بالفطر، وكان أهل القوة من العلماء يصومون ولا ينكرون الفطر - انتهى.

{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ}

قال الْحَرَالِّي: التقدير: لتوفوا الصوم بالرؤية، ولتكملوا إن أغمى عليكم، ففي هذا الخطاب تعادل ذكر الصحو في الإبتداء بقوله: {شَهِدَ} وذكر الغيم في الانتهاء بالإكمال - انتهى.

<<  <   >  >>