أو آيات بينة لأهل التبصرة، أو بآية بادية لأهل المراقبة، كلا على حكم وجده؛ من استغراق تماسكه وخلوته، واستغراق ذكره في صومه، فأعظم الهدى هدى المرء لأن يذبل جسمه ونفسه، وتفنى ذاته في حق ربه، كما يقول:"يدع طعامه وشرابه من أجلي" فكل عمل فعل وثبت إلا الصوم، فإنه محو وفقد، فناسب تحقيق ما هو الإسلام والتقوى من إلقاء منة الظاهر وقوة الباطن - انتهى.
{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
وقال الْحَرَالِّي: فيه تصنيف في الشكر نهاية، كما كان فيه تصنيف للتقوى بداية، كما قال:{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فمن صح له التقوى ابتداء، صح منه الشكر انتهاء، وفي إشعاره إعلام بإظهار نعمة الله وشكر الإحساس الذي هو مضمون [فرض -] زكاة الفطر عن كل صائم، وعمن يطعمه الصائم، فكان في الشكر إخراجه فطره بختم صومه، واستقبال فطره بأمر ربه، وإظهار شكره بما خوله بما إطعام عيلته، فلذلك جرت فيمن يصوم، وفيمن يعوله الصائم - انتهى.