للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السائلين الذين هم في رتبة حضرة [بعد -]، فيثرون بمطالعة القرب، فقال: {وَإِذَا} عطفا على أمور متجاورة، كأنه يقول: إذا خرجت من معتكفك فصليت وظهرت زينة الله التي باهى بها ملائكته، ليست زينة الدنيا التي يتمقتها أهل حضرته من ملائكته، فإذا سألك من حاله كذا فأنبئه بكذا. وإذا سألك من حاله كذا فأنبئه بكذا، وإذا سألك من حاله كذا فأئبئه بكذا، [وإذا -] {سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} أي هل أنا على حال المتكبرين من ملوك الدنيا في البعد عمن دونهم، فأخبرهم أني لست كذلك.

{فَإِنِّي قَرِيبٌ}

قال الْحَرَالِّي: بشر أهل صفوة البعد بالقرب، لما رقى أهل القرب إلى الوصول بالقرب، فكان المبشر وأصلا، وكان المتقاصر عن القرب مبشرا به، ومعلوم أن قرب الله وبعد المخلوق منه ليس بعد مسافة، ولا قرب مسافة، فالذي يمكن إلا حته من معنى القرب أن من سمع، فيما يخاطب به، خطاب ربه، فهو قريب ممن كان ذلك الخطاب منه، ومن كان إنما يسمع الخطاب ممن واجهه بالخطاب في حسه ومحسوسه فسمعه من دون ربه، كان بعيداً بحسب تلك الواسطة، من بعد دون بعد إلى أبعد البعد، ولذلك يعلن للنبي، - صلى الله عليه وسلم -: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ

<<  <   >  >>