وفي قراءة الاكتفاء بكسرة {الدَّاعِ} و {دَعَانِ} عن ياءيهما، وقراءة تمكينهما توسعة القراءة بما تيسر على قبائل العرب، بحسب ما في ألسنة بعضها من التمكين، وما في ألسنة بعضها من الحذف. {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
وفي إجابته حجة عليهم بأن السيد إذا التزم إجابة عبده كان إجابة العبد لسيده أوجب التزاما، لاستغناء السيد، وحاجة العبد، فحين كان الغني مجيبا، كان أولى بأن يكون المحتاج مستجيبا، يعني فلذلك سبب عنه قوله، إشارة إلى شرط الإجابة:{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} إنباء عما قد دعاهم إليه من قربه وقصد بيته، بما جبلهم عليه من حاجتهم إليه، جاء بصيغة الاستفعال المشعر باستخراج الإجابة مما شأنه الإباء، لما في الأنفس من كره فيما تحمل عليه من الوصول إلى بيت لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس - انتهى وفيه تصرف.
{لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
قال الْحَرَالِّي: والرشد: حسن التصرف في الأمر حسا أو معنى، في دين أو دنيا، ومن [مقتضى -] هذه الآية تتفضل جميع أحوال السالكين إلى الله، سبحانه وتعالى، من توبة التائب من حد بعده إلى سلوك