للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتمام اللقاء بالمواجهة، {دَعْوَةَ الدَّاعِ} ففيه إشعار بإجابة الداعي [أي الحج -] عند خاتمة الصوم، يعني لما بين العبادتين من تمام المناسبة، فإن حال الصوم التابع لآية الموت في كونه محوا لحال البرزخ، وحال الحج في كونه سفرا إلى مكان مخصوص على حال التجرد كحال الحشر.

قال: وجاء الفطر، يعني بعد إكمال الصوم، بما يعين على إجابة دعوة الوفادة على الله، سبحانه وتعالى، إثر الخلوة في بيت الله، ليكون انتقالهم من بيت خلوته بالعكوف إلى موقف تجليه في الحج، وفيه تحقيق للداعي من حاله ليس الداعي من أغراضه وشهواته، فإن الله، سبحانه وتعالى، يجيب دعوة العبد إذا كان فيه رشد، وإلا ادخرها له أو كفر بها عنه، كما بينه، - صلى الله عليه وسلم -.

ولما كان كل خلق داعيا لحاجته، وإن لم ينطق بها، أشار، تعالى، إلى مقصد إظهار الدعاء مقالا وابتهالا، فقال: {إِذَا دَعَانِ} ليكون حاله صدقا بمطابقة حاله [مقالا -].

<<  <   >  >>