الشح، فكان في إفهام نجم هذا الخطاب، أثناء هذه الأحكام، الأمر بالمحافظة على الصلوات، لتجري أمورهم على سداد يغنيهم عن الارتباك في جملة هذه الأحكام - انتهى.
{حَافِظُوا}
قال الْحَرَالِّي: من المحافظة، مفاعلة من الحفظ، وهو رعاية العمل؛ علما وهيئة ووقتا وإقامة، بجميع ما يحصل به أصله، ويتم به عمله، وينتهي إليه كماله، وأشار إلى كمال الاستعداد لذلك بأداة الاستعلاء فقال:{عَلَى الصَّلَوَاتِ} فجمع وعرف حتى يعم جميع أنواعها، أي افعلوا في حفظها فعل من يناظر آخر فيه، فإنه لا مندوحة عنها في حال من الأحوال، حتى ولا في حال خوف التلف، فإن في المحافظة عليها كمال صلاح أمور الدنيا والآخرة، لا سيما إدرار الأرزاق، وإذلال الأعداء:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} الآية. {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}. كان النبي، - صلى الله عليه وسلم -، إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
وقال الْحَرَالِّي: إن الله، سبحانه وتعالى، يعطي الدنيا على نية الآخرة، وأبي أن يعطي الآخرة على نية الدنيا، خلل حال المرء في دنياه ومعاده إنما هو عن خلل حال دينه، وملاك دينه وأساسه إيمانه وصلاته، فمن حافظ على الصلوات