مساغ لمرجعه على {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} بنفسها ليكون عطف أوصاف، وتكون تسميتها بالعصر مدحة ووصفا، من حيث إن العصر خلاصة الزمان، كما أن عصارات الأشياء خلاصاتها:{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} فعصر اليوم هو خلاصة لسلامته من وهج الهاجرة وغسق الليل، ولتوسط الأحوال والأبدان والأنفس بين حاجتي الغذاء والعشاء، التي هي مشغلتهم بحاجة الغذاء.
ومن إفصاح العرب عطف الأوصاف المتكاملة، فيقال: فلان كريم وشجاع، إذا تم فيه الوصفان، فإذا نقصا عن التمام قيل: كريم شجاع - بالإتباع - فبذلك يقبل معنى هذه القراءة أن تكون الوسطى هي العصر، عطفا لوصفين ثابتين لأمر واحد - انتهى.
{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}
وقال الْحَرَالِّي: القنوت الثبات على أمر الخير وفعله، وذلك أن فعل الخير والبر يسير على الأكثر، ولكن الثبات والدوام عسير عليهم، وكان من القنوت مداومة الحق فيما جاد به في الصلاة، حتى لا يقع التفات للخلق، فلذلك لزم الصمت عن الخلق معناه، لأن كلام الناس قطع لدوام المناجاة.
ففي إشعاره أن من قام لله، سبحانه وتعالى، قانتا في صلاته، أقام الله، سبحانه وتعالى، في دنياه حاله، في إقامته ومع أهله، كما يشير إليه معنى آية: {وَأْمُرْ