نفس في عاجلته ولا آجلته، وخصوصا بعد أن أمهل الله الخلق من طلوع شمس يومهم إلى زوالها ست ساعات، فلم يكن لدنياهم حق في الست الباقية، فكيف إذا طولبوا منها بأويقات الأذان والصلاة، وما نقص عمل من صلاة، فبذلك كانت المحافظة على الصلوات ملاكا لصالح أحوال الخلق مع أزواجهم في جميع أحوالهم - انتهى.
{وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}
وقال الْحَرَالِّي: وما من جملة إلا ولها زهرة، فكان في الصلوات ما هو منها بمنزلة الخيار من الجملة، وخيارها وسطاها، فلذلك خصص، تعالى، خيار الصلوات بالذكر، وذكرها بالوصف إبهاما، ليشمل الوسطى الخاصة بهذه الأمة، وهي العصر، التي لم تصح لغيرها من الأمم، ولينتظم الوسطى العامة لجميع الأمم ولهذه الأمة، التي هي الصبح، ولذلك اتسع لموضع أخذها بالوصف مجال العلماء فيها، ثم تعدت أنظارهم إلى جميعها لموقع الإبهام في ذكرها، حتى تتأكد المحافظة في الجميع بوجه ما.
وفي قراءة عائشة، رضي الله تعالى عنها. "وصلاة العصر" - عطفا ما يشعر بظاهر العطف باختصاص الوسطى بالصبح على ما رآه بعض العلماء، وفيه