للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمر -] الخلق بلوائح آيات الحق عليهم، فتبين في الفرقان محكم الوحي من متشابهه، و [محكم الخلق من متشابهه -].

وكان متشابه الخلق هو المزين من متاع الدنيا، ومحكم الخلق هو المحقق من دوام خلق الآخرة، فاطلع نجم هذه الآية لإنارة غلس ما بنى عليه أمر التوراة من إثبات أمر الدنيا لهم وعداً ووعيداً، لتكون هذه الآية توطئة لتحقيق صرف النهي عن مد اليد والبصر إلى ما متع به أهلها. فأنبأ، تعالى، أن متاع الدنيا أمر مزين، لا حقيقة لزينته ولا حسن لما وراء زخرفه، فقال: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ} فأبهم المزين لترجع إليه ألسنة التزيين مما كانت في رتبة علو أو دنو، وفي إناطة التزيين بالناس، دون الذين آمنوا، ومن فوقهم، إيضاح لنزول سنهم في أسنان القلوب، وأنهم ملوك الدنيا وأتباعهم، ورؤساء القبائل وأتباعهم، الذين هم أهل الدنيا. {حُبُّ الشَّهَوَاتِ} جمع شهوة، وهي نزوع النفس إلى محسوس لا تتمالك عنه - انتهى.

<<  <   >  >>