للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحلاهم بعز الآخرة وبعزة الدين، كما قال سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ليكون في الخطاب إنباء بشرى لهم أنه أتاهم من العز بالدين ما هو خير من الشرف بملك الدنيا {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}.

فالملوك، وإن تشرفوا بملك الدنيا -]، فليس لهم من عزة الدين شيء، أعزهم الله، سبحانه وتعالى، بالدين، تخدمهم الأحرار، وتتوطد لهم الأمصار، لا يجدون وحشة، ولا يحصرون في محل، ولا تسقط لهم حرمة حيثما حلوا وحيثما كانوا، استتروا أو أشتهروا، والمتلبسون بالملك لا يخدمهم إلا من استرقوه قهرا، يملكون تصنع الخلق، ولا يملكون محاب قلوبهم، محصورون في أقطار ممالكهم، لا يخرجون عنها، ولا ينتقلون منها، حتى يمنعهم من كمال الدين، فلا ينصرفون في الأرض ولا يضربون فيها، حتى يمتنع ملوك من الحج مخافة نيل الذل في غير موطن الملك، والله عز وجل يقول: {إن عبدا أصححت له جسمه، وأوسعت

<<  <   >  >>