للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موات الإنسانية ما شاء من الإحياء بإذنه، وأظهر في آدم، عليه الصلاة والسلام، ما شاء من علمه، حين علم آدم الأسماء كلها، كذلك أظهر في عيسى، عليه الصلاة والسلام، ما شاء من قدرته، كما أظهر في الخلق ما شاء من ملكه، فملك من شاء، ونزع الملك ممن شاء، وأعز من شاء، وأذل من شاء، وأظهر بالنهار ما شاء، وطمس بالليل ما شاء، وأولج المتقابلين بعضهما في بعض، وأخرج المتباطنين بعضهما من بعض - انتهى.

{وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

وقال الْحَرَالِّي: ولما ذكر، سبحانه وتعالى، هذا الإحكام والاشتباه في أمر العلية من الخلق، أهل شرف الملك، وأهل عزة الدين، ختم الخطاب بأمر الرزق الذي هو تتمة الخلق، وفيه من الإحكام والاشتباه نحو ما في الإيتاء والنزع، ولما فيه من الوزن والإيتاء بقدر، ختم بأعزيه. وهو الإرزاق الذي لا يقع على وزن، ولا يكون بحساب، وفيه إشعار بالإرزاق الختمي الذي يكون في آخر اليوم المحمدي للذين يوتيهم الله، سبحانه

<<  <   >  >>