للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعالى، ما شاء من ملكه وعزه وسعة رزقه بغير حساب. فكما ختم الملك لبني إسرائيل بملك سليمان، عليه الصلاة والسلام، في قوله سبحانه وتعالى: [{هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} كذلك يختم لهذه الأمة بأن يرزقهم بغير حساب، حين تلقي الأرض بركاتها، وتتطهر من فتنتها، فتقع المكنة في ختم اليوم المحمدي بالهداية والهدنة، كما انقضت لبني إسرائيل بالملك والقوة - انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: ولما كان مضمون هاتين الآيتين بشرى بخصوص هذه الأمة وعمومها بالعز والملك وختم الرزق الذي لا حساب فيه، كان من الحق أن تظهر على المبشرين عزة البشرى، فلا يتولوا غيره، ولما قبض ما بأيدي الخلق إليه في إيتاء الملك ونزعه والإعزاز والإذلال، وأظهر إحاطة قدرته على كل شيء، وإقامة امتحانه بما أولج وأخرج، وأنبأ عن إطلاق حد العد عن أرزاقه، فسد على النفس الأبواب التي منها تتوهم الحاجة إلى الخلق، ونهى المؤمنين الذين كانت لهم عادة

<<  <   >  >>