كما وجد عند خبيث بن عدي الأنصاري، رضي الله تعالى عنه، قطف العنب - كما سيأتي في آخر المائدة - ومثل ذلك كثير في هذه الأمة.
وفي هذا العبارة، أي من أولها، إلاحة لمعنى حسن كفالته وأنه كان يتفقدها عند تقدير حاجتها إلى الطعام، بما تفيده كلمة {كُلَّمَا} من التكرار، فيجد الكفيل الحق قد عاجلها برزق من غيب بما هو، سبحانه وتعالى، المتولي لإنباتها، ليكون إنباتها من غيب رزقه، فتصلح لنفخ روحه ومستودع كلمته، ولا يلحقها بعد الإعاذة ما فيه مس من الشيطان الرجيم، الذي أعاذها الله، سبحانه وتعالى، منه بكثرة الاختلاط في موجودات الأرزاق، فكان من حظها أن تولى الله، سبحانه وتعالى، إرزاقها من غيب، إلا ما يطيبه من باد، وليكون حسن نباتها من أحسن رزق الله، سبحانه وتعالى، كما يقال: من غدى بطعام قوم غذى بقلوبهم، ومن غذى بقلوبهم آل إلى منقلبهم.