للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّبِيلِ}. {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} هذا من جهة النفس.

وأما من جهة العمل وتناول اليد فرفعها عما زاد على الكفاف، وتخليته لذوي الحاجة، ليتخذوه، معاشا، وأن يكون التمول، من غير القوام، تجارة نقل وضرب في الأرض، أو إرصاد لوقت الحاجة، لا حكرة وتضييقا، اتخاذ أكثر من لبستين، للمهنة، والجمعة، علامة ضعف الإيمان، وخلاف السنة، وانقطاع عن آثار النبوة، وعدول عن سنة الخلفاء، وترك لشعار الصالحين، وكذلك تصفية لباب الطعام، وقصد المستحسن في الصورة، دون المستحسن في العلم، وإيثار الطيب في المطعم على الطيب في الورع، وتكثير الأدم وتلوين الأطعمة، وكذلك اتخاذ أكثر من مسكن واحد، وأكثر من مزدرع كاف، ورفع البناء والاستشراف بالمباني، امتنع النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من رد السلام على رجل اتخذ قبة في المدينة، حتى هدمها وسواها مع بيوت أهل المدينة، وإنما الدنيا للمؤمن سجن، إن شعر به وضيق فيه على نفسه طلبت الراح منه إلى الآخرة، فيسعد، ومن لم يشعر بأنها سجن فوسع فيها نفسه، طلبت البقاء فيها، وليست بباقية، فيشقى.

والخيل ثلاثة: أجر للمجاهد، ووزر على المتباهي، وعفو للمستكفي بها فيما يعنيه من شأنه.

والزيادة على الكفاف من النعم السائدة انقطاع عن آثار النبوة، وتضييق على ذوي الحاجة، وتمول لما وضع لإقامة المعاش، وإن يتخذ منه الكفاف، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لنا غنم مائة، لا نريد أن تزيد، فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة".

<<  <   >  >>