العدل، فأحرى عن الجور، وترك العناية بما يفطر عليه إلى ما بعد الزوال، والأخذ فيه بشهوة العيال.
وأما أدب الحج: فاستطابة الزاد، والاعتماد على مابيد الله، لا على حاصل ما بيد العبد، وهو تزود التقوى، والرفق مع الرفيق، والرفق بالظهر، وتحسين الأخلاق، والإنفاق في الهدي، وهو الثج، والإعلان بالتلبية، وهو العج، وتتبع أركانه على ما تقتضيه أحكامه، وإقامة شعائره على معلوم السنة لا على معهود العادة.
وأما أدب الجهاد: فاستطابة الزاد، وإصلاح العدة ومياسرة الخلطاء، وحسن القيام على الخيل، وتطييب علفها تصفية وورعا، وتناوله بيده، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتناول علف فرسه بيده، ويمسحه بردائه. والتزام ما يجد معه المنة؛ من أن يكون فارسا، أو راجلا، أو رامحا، أو نابلا، ومن تكلف غير ما يجد منته فقد ضيع الحق، وعمل بالتكلف، والصمت عند اللقاء، وغض البصر عند النظر إلى الأعداء. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل، ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم". وكف اليد عما للغير فيه حق، وهو الغلول، وأن لا يدعو للبراز، وأن يجيب إذا دعى، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله عز وجل: عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه".
ولكل أمر وتلبس بمأمور أدب يخصه، على ما يستقرأ في السنن النبوية، وآثار الخلفاء، وصالحي الأمراء.
فبهذه الأمور، من إخلاص القلب، وطيب النفس، وأدب الجوارح، تصح قراءة حرف الأمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.