[تعريف العلم]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [العلم].
العلم في المرتبة الثانية بعد الضمائر، إلا علماً على مسمى واحد، وهو الله عز وجل، فهذا أعرف المعارف بالاتفاق، فإذا قلت: الله ربي، الله ربنا، لا يمكن أن يتخيل الإنسان سوى الله عز وجل، فلهذا قالوا: إن العلم الذي هو اسم الله عز وجل هو أعرف المعارف؛ لكن علم غيره يأتي في المرتبة الثانية، ولهذا أتى به المؤلف رحمه الله بعد ذكر الضمير، فما هو العلم؟ الأصل في العلم: الشيء الظاهر البين كالجبال، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الشورى:٣٢]، أي كالجبال، ولكنه هنا غير المعنى الذي جاءت به اللغة العربية، إلا أنه يوافقه في أصل الاشتقاق والمعنى، فقال المؤلف: [اسم يعين المسمى مطلقا علمه].
يعني علم الاسم، فاسم: مبتدأ.
يعين المسمى: صفته.
علمه: خبر المبتدأ.
فعلم الأسماء هو الاسم الذي يعين مسماه تعييناً مطلقاً، ومعنى قوله: (مطلقاً) أي بدون حاجة إلى واسطة.
فخرج بذلك ما يعين مسماه بواسطة كاسم الإشارة مثلاً، فإنه يعين مسماه بواسطة الإشارة؛ لأن الأصل إذا قلت: هذا محمد، الأصل أني أشير إليه، ولهذا قيل: اسم إشارة.
وخرج به الاسم الموصول؛ لأنه يعين مسماه بالصلة، لو قلت: (جاء الذي) لم يتعين المسمى، فإذا قلت مثلاً: جاء الذي قام، تعين بصلته.
وخرج المضاف إلى المعرفة، فإنه يعين مدلوله بواسطة الإضافة.
وخرج الضمير لأنه يعين مسماه بواسطة الغيبة أو الحضور.
المهم أن الذي يعين مسماه مطلقاً هو العلم.
قال: [كجعفر وخرنقا وقرن وعدن ولاحق وشذقم وهيلة وواشق].
أكثر المؤلف رحمه الله من الأمثلة، ولو أتى بمثال أو مثالين لكفى.
قوله: (لجعفر): اسم رجل.
قوله: (وخرنقا): اسم امرأة، لكنه غير مألوف عندنا ولا معروف، فإني ما سمعت بامرأة تسمى خرنقا.
قوله: (وقرن): اسم قبيلة ينتسب إليها أويس القرني الذي أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام.
(وعدن): اسم بلد معروف.
(ولاحق): اسم فرس، كالعضباء والقصواء لناقتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(وشذقم): اسم جمل.
(وهيلة): اسم شاة.
(وواشق): اسم كلب.
هذه كلها أمثلة مثل بها المؤلف لأشياء مألوفة، إما من بني آدم أو من الحيوانات، ولكن مع ذلك ربما توضع أعلام لأشياء غير مألوفة كما سيأتي في آخر الباب إن شاء الله تعالى.