[ما تضاف إليه كلا وكلتا]
قال المؤلف رحمه الله: [لمفهم اثنين معرف بلا تفرق أضيف كلتا وكلا] قوله: (لمفهم): جار ومجرور متعلق بأضيف.
وقوله: (أضيف كلتا وكلا) أضيف: فعل ماض مبني للمجهول.
وكلتا: نائب الفاعل.
وكلا: معطوف عليه.
أي: أضيف هاتان الكلمتان لما يدل على الاثنين بلا تفرق، وهذا شرط، وشرط آخر: أن يكون معرفة.
فكلا وكلتا من الأسماء الملازمة للإضافة، ولا تضاف إلا لما يدل على اثنين، وهو معرفة، بلا تفرق؛ قال الله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف:٣٣]، وتقول: جاء الرجلان كلاهما، وجاءت المرأتان كلتاهما.
ففي الآية الكريمة: ((كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ)) أضيف (كلتا) إلى الجنتين، وهو لفظ معرف بأل، ويفهم اثنين وهما الجنتان، وذلك بلا تفرق.
إذاً: لو قلت: كلا رجلين قاما فلا يجوز؛ لأن (رجلين) نكرة وليس معرفة.
ولو قلت: كلا زيد وعمرو قاما.
فلا يجوز لأنه مفرق.
ولو قلت: كلا زيدٍ جميل.
فلا يجوز؛ لأنه غير مفهم لاثنين.
فلابد أن يفهم اثنين وأن يكون معرفة، وبلا تفرق.
القاعدة من هذا البيت: مما تجب إضافته كلا وكلتا، ولا يضافان إلا لمثنىً معرف غير مفرق.
ويضافان للظاهر وللضمير، فمثاله للظاهر قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف:٣٣].
وللضمير: جاء الرجلان كلاهما.
واعلم أن خبر (كلا وكلتا) يجوز فيه التثنية ويجوز فيه الإفراد، قال الشاعر: كلاهما حين جد الجري بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي (كلاهما حين جد الجري بينهما قد أقلعا) هنا الخبر مثنى.
فتجوز التثنية مراعاة للمعنى، ويجوز الإفراد مراعاة للفظ.