[حكم جملة الحال إذا كانت بغير المضارع المثبت]
يقول المؤلف رحمه الله: [وجملة الحال سوى ما قدما بواو أو بمضمر أو بهما] (جملة الحال): يعني الحال الذي يقع جملة (سوى ما قدما)، والذي قُدم هو المضارع المثبت.
فيدخل فيما ذكره هنا الماضي، والمضارع المنفي، والجملة الاسمية، ويدخل في ذلك فعل الأمر لكن الحال مقدر له.
يقول عن هذه الجملة (سوى ما قدما): (بواو وبمضمر أو بهما) يعني تكون بالواو وتكون بالضمير وحده، وتكون بالواو والضمير.
فالمعنى: إذا وقع الحال جملة غير المضارع المثبت جاز أن تقترن بالواو دون الضمير، وبالضمير دون الواو، وبالضمير والواو جميعاً.
والجملة غير المضارع المثبت هي: أولاً: المضارع المنفي.
ثانياً: الماضي.
ثالثاً: الجملة الاسمية.
رابعاً: الجملة الطلبية، لكن الطلبية يقدر لها، ولا يصح أن يتم بها الكلام.
الأمثلة: مثال المضارع المنفي: أقبل الرجل لا يلوي على أحد.
ويجوز: ولا يلوي على أحد.
ومثال الماضي: أقبل الرجلُ قد ضحك أبوه.
ويجوز: أقبل الرجل وقد ضحك أبوه.
ومثال الاسمية: زارني والشمس طالعة.
فهذه مقرونة بالواو.
ومثال اقترانها بالضمير: جاء الرجل هو صاحبي.
أما اقترانها بهما فأن تقول: جاء الرجل وهو صاحبي.
وإذا قلت: جاء زيد وعمرو قائم، فهذه مقرونة بالواو دون الضمير.
ومثال المضارع المنفي: جاء زيد لم يضحك.
فهذه مقترنة بالضمير.
وإذا قلت: جاء زيد ولم يضحك.
فهذه مقترنة بالواو والضمير.
وجملة الأمر نقدر فيها، فتقول: أقبل الرجل اضربه، أي: مقولاً فيه اضربه.
وجملة الحال لابد فيها من شيء يربطها، فلو قلت: جاء زيد عمرو قائم، لم يصلح.
وكذلك: جاء زيد الشمس طالعة.
إعراب البيت: وجملة: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف.
والحال: مضاف إليه مجرور.
سوى: أداة استثناء منصوبة بفتحه مقدرة منع من ظهورها التعذر، وهي مضاف.
ما: اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل جر مضاف إليه.
قدما: فعل ماض مبني للمفعول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والجملة من الفعل ونائب الفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
بواو: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ (وجملة الحال).
او بمضمر: معطوف على قوله (بواو).
أو بهما: معطوف أيضاً.
إذا وقعت الحال غير مضارع مثبت جاز اقترانها بالواو وحدها أو بالضمير وحده أو بهما جميعاً.
قال المؤلف: [والحال قد يحذف ما فيها عمل وبعض ما يحذف ذكره حظل] الحال: مبتدأ مرفوع.
قد: قد إذا دخلت على الماضي فللتحقيق، أو على المضارع فللتقليل، وقد تكون للتحقيق.
وهي حرف لا محل له من الإعراب.
يحذف: فعل مضارع مبني للمفعول مرفوع.
ما: اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل.
فيها: جار ومجرور متعلق بقوله (عمل) الآتي.
عمل: فعل ماض مبني على الفتح سكن لأجل الروي، والفاعل ضمير مستتر يعود على (ما).
وجملة (عمل) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
وبعض: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف.
ما: اسم موصول بمعنى الذي، في محل جر مضاف إليه.