للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستثناء في الكلام التام المنفي]

يقول المؤلف: (ما استثنت الا مع تمام ينتصب): ما: اسم موصول بمعنى الذي.

واستثنت: بمعنى أخرجت بالاستثناء.

وإلا: فاعل استثنت، وجعلت همزتها همزة وصل من أجل الحفاظ على وزن البيت.

مع تمام: حال من (إلا).

وقوله ينتصب: الجملة خبر (ما) في قوله: (ما استثنت).

ومعناه: أن الذي تستثنيه إلا مع التمام ينتصب.

ومعنى التمام وجود ركني الجملة قبل إلا، وهما الفعل والفاعل، أو الفعل ونائب الفاعل، أو المبتدأ والخبر، يعني: إذا جاءت إلا بعد جملة تامة فما بعدها يكون منصوباً.

وبقي عليه قيد واحد لم يذكره لكنه يفهم مما يأتي بعد، وهو الإيجاب، فما استثنت إلا مع تمام وإيجاب فإنه يجب نصبه.

ومعنى الإيجاب: ألا يكون مسبوقاً بنفي أو شبهه، مثاله: قام القوم إلا زيداً.

قام: فعل ماض.

القوم: فاعل.

وبهذا تمت الجملة، وهي موجبة، أي مثبتة غير منفية، فيجب نصب ما بعد إلا.

لو قلت: قام القوم إلا زيدٌ.

لقلنا: لا يجوز.

قال تعالى: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [البقرة:٢٤٩] (فشربوا منه) جملة تامة موجبة جاء المستثنى بعدها منصوباً (إلا قليلاً).

إذاً: يشترط لنصب المستثنى بعد إلا شرطان: ١ - تمام الجملة.

٢ - وكون الكلام موجباً.

أمثلة: جاء الرجال إلا عمراً، قرأت الكتاب إلا ورقةً، أضيئت اللمبات إلا واحدة، الناس هالكون إلا المؤمنين، جاء القوم إلا سيارةً.

ما دام الكلام تاماً ولم يسبق بنفي أو شبهه فما بعد إلا منصوبة.