[اسم الموصول للجمع المذكر]
ثم شرع المؤلف يبين اسم الموصول لجماعة الذكور، واسم الموصول لجماعة الإناث.
فقال: (جمع الذي الألى الذين مطلقاً).
(الألى) لنا أن نعربها على أنها مبتدأ وخبرها (جمع).
ولنا أن نعرب (جمع) على أنها مبتدأ وخبره: (الألى).
وأما قوله: (الذين) فهو معطوف على (الألى)، لكن بحذف حرف العطف، والأصل: جمع الذي الألى والذين.
فيستفاد من ذلك أن اسم الموصول لجماعة الذكور له صيغتان: الصيغة الأولى: الألى، والثانية: الذين.
أما الألى فهي مبنية على السكون؛ لأن آخرها ألف.
وأما الذين فهي مبنية على الفتح؛ لأن آخرها مفتوح.
وهي ملازمة للياء في كل حال.
تقول: جاء الذين، ورأيت الذين، ومررت بالذين، وجاء الألى، ومررت بالألى، وأكرمت الألى.
تقول مثلاً: أكرمت الطلبة الألى اجتهدوا، الألى هنا بمعنى: الذين.
وتقول: أكرمت الطلبة الذين اجتهدوا، وهما على حد سواء.
قال الشاعر: فتلك خطوب قد تبلت شبابنا قديماً فتبلينا الخطوب وما نبلي (الخطوب) نوائب الدهر.
(قد تبلت شبابنا) يعني: أفنته.
(فتبلينا الخطوب وما نبلي) يعني: تبلينا ولا نبليها.
إلى أن قال: وتبلي الألى يستلئمون على الألى تراهن يوم الروع كالحدأ القبل (تبلي الألى) أي: تفنيهم، و (يستلئمون): يلبسون لأمة الحرب، يعني: الشجعان.
(على الألى تراهن) يعني: على الخيل.
(يوم الروع) أي الخوف، (كالحدأ): الحدأ جمع حدأة، وهو طائر معروف مغرم بأكل اللحم.
(القبل) يعني التي مالت سواد أعينهن، فإذا مالت سواد الأعين من الحدأ إلى اللحم في الأرض انقضت بسرعة.
فهو يقول: إن الخطوب تبلي هؤلاء الشجعان الذين يلبسون لأمات الحرب، ويركبون هذه الخيل السريعة التي تراها يوم الروع مثل الحدأة التي أصغت بنظرها إلى اللحم فانقضت عليه بسرعة.
الشاهد قوله: (تبلي الألى يستلئمون) أي: تبلي الذين يستلئمون.
(على الألى تراهن) أي: على اللاتي تراهن (يوم الروع كالحدأ القبل).
فصار اسم الموصول في جمع المذكر له صيغتان: قال: [جمع الذي الألى الذين مطلقا وبعضهم بالواو رفعاً نطقا] يعني: بعض العرب نطق الذين بالواو في حال الرفع، فتقول: قدم الذون جاءوا من السفر، وأكرمت الذين جاءوا من السفر، ومررت بالذين جاءوا من السفر.
وعلى هذه اللغة تكون معربة، لأنه يتغير آخرها باختلاف العوامل.
فصارت (الذين) فيها لغتان عن العرب: لغة (الذين) مطلقاً كما قال: (الذين مطلقاً)، ولغة أخرى: أنها تكون في حال الرفع بالواو، ومنه قول الشاعر: نحن الذون صبحوا الصباحا يوم النخيل غارة ملحاحا ولو كان على اللغة الأخرى لقال: نحن الذين، كما قال الصحابة رضي الله عنهم: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً