للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُوَفَّق أبو مسلم المصرى (١). قال: حدثنا يحيى بن بُكير (٢). قال: حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد. عن سعيد بن/أبى هلال، عن سالم أبى النَضْر، عن سليمان بن يسار، عن عائشة - رضى الله عنها - أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

(مُسْتَجْمِعاً ضاحكا (٣)، وكان إذا رأى) ريحاً أو غَيْما عُرِف ذلك فى وجهه، فقلت: يا رسول الله: إن الناس إذا رأوا غيما فرحوا به رجاء أن يكون فيه مطر، وأنت إذا رأيته عرف فى وجهك الكراهية. فقال: يا عائشة وما يؤمنى أن يكون فيه عذاب قد عُذِّب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا» (٤) رواه عطاء وغيره عن عائشة.

(٤ - ٦١) أخبرنا خيثمة بن سليمان ومحمد بن يعقوب. قالا: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال: أخبرنى أبى عن الأوزاعى، عن الزهرى، عن ثابت الزُّرقى (٥)، أن أبا هريرة - رضى الله عنه - قال: أَخَذَ الناسَ ريح فى طريق مكة وعمر بن الخطاب حاجّ فاشْتَدّتْ عليهم، فقال عمر لمن حَوْلَه: ما الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئاً، فَبَلغَنى الذى سأل عنه عمر فاسْتَحْثَثْتُ (٦) راحلتى حتى أدركتُه، فقلت: يا أمير المؤمنين بلغنى أنك سألت عن الريح، وإنى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: الريح من رَوْح الله - عز وجل - تأتى بالرحمة وتأتى بالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله - عز وجل - خيرها،


(١) خير بن موفق: أبو مسلم مولى عبد الله بن سعيد التجيبى، قال الأمير مولى بنى الأجم من تجيب يروى ابن بكيرة وغيره، توفى سنة ست وثمانين ومائتين. (المدارك ١٩٢/ ٣).
(٢) يحيى بن بكير: هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومى مولامم أبو زكريا المصرى الحافظ، ضعفه النسائى ووثقه ابن حبان فأصاب، فقد احتج به البخارى ومسلم، وكان إماماً غزير العلم عارفاً بالأثر، قال ابن يونس: توفى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. (الخلاصة ٤٢١، ٤٢٥).
(٣) فى البخارى ومسلم: «ضاحكا حتى ارى لهواته إنما كانت يبتسم قال: وكان إذا رأى».
(٤) تخريجه: رواه أحمد (٦٦/ ١). والبخارى (٤٨٢٩). ومسلم (٨٩٩)، وأبو داود (٥٠٩٨).
(٥) ثابت الزرقى: هو ثابت بن قيس الزرقى عن أبى هريرة وعنه الزهرى، وثقه النسائى. (الخلاصة، ٥٧).
(٦) قال ابن الأثير: حثحث: أى حث وأسرع. (النهاية ٣٣٩/ ١).

<<  <   >  >>