للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحسن بن ثوبان (١)، عن أبى لخير، عن عقبة بن عامر نحوه (٢).

(٢١ - ٤٧٨) أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا عباس الدورى، ثنا محاضر ابن المورع (٣)، ثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن ابن عمر قال: قال النبى صلّى الله عليه وسلم: «ما من نبى إلا وقد حذر أمته الدجال، وإنى أنذركم، وإنى سأنبئكم بشئ تعلمون أنه كذلك، أنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقراءه كاتب، وغير كاتب (٤)».


(١) الحسن بن ثوبان، بن عامر الهوزنى، بفتح الهاء، وسكون الواو، بعدها زاى، ثم نون، أبو ثوبان المصرى، ثقة، فاضل. «التقريب» (١٢١٩).
(٢) تخريجه، سبق وسيأتى رقم (٤٨٠).
(٣) محاضر بن المورع، أبو المورع الكوفى، همدانى، من أنفسهم، صدوق، يهم كثيرا، وقال فيه أحمد لم يكن من أصحاب الحديث. «الجرح والتعديل» (٤٣٧/ ٨)
(٤) قال النووى فى رواية «يقراءه كل مؤمن كاتب، وغير كاتب»: (الصحيح الذى عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقية. جعلها الله آية، وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره، وكذبه، وإبطاله، ويظهرها الله تعالى لكل مسلم، كاتب وغير كاتب، ويخفيها عمن أراد شقاوته، وفتنته، ولا امتناع فى ذلك) «مسلم شرح النووى» (٦٠/ ١٨) الدجال: هو فعال بفتح وتشديد من الدجل، وهو التغطية، وسمى الكذاب دجالا لأنه يغطى الحق بباطله، ويقال دجل البعير بالقطران إذا غطاه، والاناء بالذهب اذا طلاه، وقال ثعلب: الدجال المموه، سيف مدجل أى إذا طلى، وقال ابن دريد: سمى دجا لا لأنه يغطى الحق بالكذب، وقيل ذلك لضربه نواحى الأرض، ويقال دجل مخففا ومشدداً إذا فعل ذلك، وقيل: بل قيل ذلك لأنه يغطى الأرض فرجع إلى الأول. «الفتح» (٩١/ ١٣)، اما لماذا سُمى المسيح؟ فقيل سمى بذلك لأنه ممسوح العين، وقيل لأنه أعور، والأعور يسمى مسيحا، وقيل لمسحه الأرض حين خروجه، وقيل غير ذلك. «شرح مسلم للنووى» (٢٢٤/ ٢).
قال القرطبى فى «المفهم»: حاصل كلام القاضى أن كل واحد من عينى الدجال عوراء، أحدهما بما أصابها حتى ذهب إدراكها. والأخرى بأصل خلقها معيبة، لكن يبعد هذا التأويل أن كل واحدة من عينيه قد جاء وصفها فى الرواية بمثل ما وصفت به الأخرى من العور فتأمل. «الفتح» (٩٧/ ١٣)، قوله «إنه أعور، وان ربكم ليس بأعور» إنما اقتصر على ذلك مع أن أدلة الحدوث فى الدجال ظاهرة، لكون العور أثر محسوس يدركه العالم، والعامى، ومن لا يهتدى إلى الأدلة العقلية فإذا ادعى الربوبية، وهو ناقص الخلقة، والإله يتعالى عن -

<<  <   >  >>