للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٢ - ٥٤٠) أخبرنا (أبو عمرو) أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن إبراهيم بن مسلم، ثنا حامد بن يحيى، ثنا أيوب النجار، ثنا يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن النبى صلّى الله عليه وسلم قال: «التقى آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى لآدم: أنت أبونا خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال آدم: أنت موسى كلمك الله عز وجل تكليماً، وخط لك التوراة بيده، واصطفاك من عباده، فبكم وجدت فى كتاب الله عز وجل {وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} [طه: ١٢١] قال: بأربعين سنة، قال: فتلومنى على أمر قدره الله على قبل أن يخلقنى بأربعين سنة، قال: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى عليهما السلام» (١) رواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبى كثير، ولهذا الحديث طرق عن أبى هريرة، وعنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز (الأعرج) وأبو صالح السمان وطاوس بن كيسان، وسعيد المقبرى، وعبدالله بن عبيد الله بن نمير، ومحمد بن سيرين، ويزيد بن هرمز، وعمار بن أبى عمار، وعامر بن شراحبيل (الشعبى».


= قال ابن القيم: «إن يد النعمة والقدرة لا يتجاوز بها لفظ اليد، فلا يتصرف فيها بما يتصرف فى اليد الحقيقية، فلا يقال فيها كف لا للنعمة، ولا للقدرة، ولا إصبع، ولا إصبعان، ولا يمين، ولا شمال، فهذا كله ينفى أن يكون اليد يد نعمة أو يد قدرة .. واليد حيث اريد بها النعمة والقدرة فلابد أن يقترن باللفظ ما يدل على ذلك ليحصل المراد فأما أن تطلق، ويراد بها ذلك، فهذا لا يجوز كما إذا أطلق البحر والأسد وادعى بذلك أنه أريد به الرجل الجواد والشجاع، فهذا لا يجيزه عاقل، ولا يتكلم به إلا من قصده التلبيس والتعمية، وحيث أراد تلك المعانى فإنه يأتى من القرائن بما يدل على مراده. «مختصر الصواعق» (١٥٩/ ٢).
ولقد أطال الامام ابن خزيمة فى الكلام على صفة اليد، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة فىِ ذلك فليراجع. (ص ٥٣ - ٨٩). وراجع الدارمى فى «الرد على بشر المريسى» من ص (٣٩٦) إلى ص (٣٩٩)، وراجع «مختصر الصواعق» ج ٢ ص (١٥٣) إلى (١٧٤).
وراجع «الابانة» للأشعرى. ص (١٢٥) إلى ص (١٤٠).
(١) تخريجه، رواه البخارى (٧٥١٥) و (٦٦١٤)، وفى غير موضع، ومسلم (٢٦٥٢)، وابن منده فى «الرد على الجهمية» رقم (٤٢)، سيأتى لهذا الحديث الطرق عن أبى هريرة التى أشار لها المؤلف هنا، وراجع حديث رقم (٦٥٠).

<<  <   >  >>