أن الله جل وعلا يمسك ما ذكر فى الخبر على أصابعه على ما فى الخبر سواء، قبل تبديل الله الأرض غير الأرض؛ لأن الامساك على الأصابع غير القبض على الشئ، ويقول: ثم يبدل الله الأرض غير الأرض، كما خبرنا، فنزل الكتاب على نبيه صلّى الله عليه وسلم فى محكم تنزيله فى قوله: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ [إبراهيم: ٤٨] وبين على لسان نبيه المصطفى صلّى الله عليه وسلم. صفة تبديل الأرض غير الأرض، فأعلم صلّى الله عليه وسلم أن الله تعالى يبدلها فيجمعها خبزة واحدة، فيقبض عليها حينئذ، كما أخبر فى خبر ابن عمر - رضى الله عنهما - ويكفؤها كما اعلم فى خبر أبى سعيد الخدرى، والأخبار الثلاثة كلها ثابتة صحيحة المعانى على ما بيناه». «التوحيد» لابن خزيمة (ص ٧٨ - ٧٩)] (١) تخريجه: رواه الامام أحمد (٢٥١/ ١)، وابن أبى عاصم (٢٤٠/ ١)، والترمذى (٣٢٤٠) وقال: (هذا حديث حسن غريب صحيح)، وابن خزيمة فى التوحيد (٧٨)، وابن جرير الطبرى (١٨/ ٢٤)، كلهم من طرق، عن محمد بن الصلت، ثنا أبو كدينة (يحيى بن المهلب)، عن عطاء بن السائب، عن أبى الضحى، عن ابن عباس، ماعدا رواية احمد، فهى من طريق حسين بن حسن الأشقر، ثنا أيوكدينة بمثله. رجال الإسناد: ١ - محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدى، الراحم، ثقة. «تقريب» (١٧١/ ٢). ٢ - أبو كدينة يحيى بن المهلب البجلى. صدوق. «تقريب» (٣٥٩/ ٢). ٣ - عطاء بن السائب، صدوق، تغير بآخره، قال ابن حجر فى «التهذيب» (٢٠٧/ ٧) قاعدة جيدة فى التفريق فيمن روى له قبل الاختلاط: « ... فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثورى، وشعبة، وزهير، وزائدة، وحماد بن زيد، وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم .. ». وراجع «الجرح والتعديل» لابن أبى حاتم (٢٣٢/ ٦ - ٣٣٤). ٤ - أبو الضحى مسلم بن صبيح، ثقة فاضل، «تقريب» (٢٤٥/ ٢)، فالذى يظهر من مراجعة السند أن السند ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب، ولم يثبت أن أبا كدينة روى عنه قبل الاختلاط. ومعنى الحديث ثابت فى «الصحيحيين» مطولاً من حديث ابن مسعود، وقد تقدم.