وراجع الحديث أيضاً فى «الرد على الجهمية» لابن مندة رقم (١٠٠) بنفس السند، أما ما ورد فى بعض الروايات أن الله ينشئ للنار خلقا آخر، فقد جزم بعض الأئمة بأنه انقلاب، قال أبو الحسن القابسى المعروف فى هذا الموضع: أن الله ينشئ للجنة خلقا، أما النار فيضع فيها قدمه، قال: ولا أعلم فى شئ من الأحاديث أن الله ينشئ للنار خلقَا إلا هذا ... وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقينى. «الفتح» (٤٣٦/ ١٣ - ٤٣٧). قال ابن القيم: وأما اللفظ الذى وقع فى «صحيح البخارى» فى حديث أبى هريرة «وأنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقى فيها فتقول: هل من مزيد؟» فغلط من بعض الرواة، انقلب عليه لفظه، والروايات الصحيحة، ونص القرآن يرده، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرأنه يملأ جهنم من إبليس واتباعه، فإنه لا يعذب إلا من قامت عليه حجته، وكذب رسله، قال تعالى: كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ [تبارك: ٨ - ٩]، ولا يظلم الله أحداً من خلقه. «حادى الأرواح» (ص ٢٦٨ ابن القيم). قط: بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد، وهى ساكنة الطاء، مخففة ورواه بعضهم: «فتقول: قطنى، قطنى، أى: حسبى» «النهاية» (٧٨/ ٤). (٢) عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبرى، مولاهم الثورى، بفتح المثناة، وتثقيل النون المضمومة أبو سهل البصرى، صدوق ثبت فى شعبة، من التاسعة، مات سنة سبع. «التقريب» (٤٠٨٠