للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

، ويبقى قوم ظهورهم كصياصى البقر (١)، يريدون السجود، فلا يطيقون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، قال: فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم، فيسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدمه فيضئ مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه، فمشى، وإذا طفئ قام قال: والرب عز وجل أمامهم حتى يمر فى النار فيبقى أثره كحد السيف دحض مزلة (٢)، قال: ويقول: مروا، فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كخطف العين، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرحل، حتى يمر الذى أعطى نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، يجر يد ويعلق يد، ويجر رجل ويصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص، وقف عليها ثم قال: الحمد لله قد أعطانى الله عز وجل ما لم يعط أحداً إذ نجانى منها بعد إذ رأيتها، قال: فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، قال: ويرى ما فى الجنة من خلال الباب، قال: فيقول: رب أدخلنى الجنة، قال: فيقول الله عز وجل له: أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ قال: فيقول: اجعل بينى وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها (٣)، قال:

ويدخل الجنة، ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: فيقول:

رب أعطنى ذلك المنزل، فيقول له: فلعلك إن أعطيته تسأل غيره، قال: لا وعزتك، لا أسأل غيره، وأى منزل يكون أحسن منه، قال: فيعطى فينزل، قال: فيرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: رب أعطنى ذلك المنزل، قال: فيقول له: فلعلك إن


(١) «كصياصى البقر»: أى قرونها، واحدتها صية شبه ظهور الكفار بها يوم القيامة، إشارة لصلابة الظهر، وجعل فقار ظهره كفقارة واحدة، فلا يستطيع السجود، أو الانحناء، انظر «النهاية» (٦٧/ ٨) بتصرف.
(٢) «دحض مزلة»: وفى صفة الصراط «مدحضة مزلة» المزلة: مفعلة من زل يزل إذا زلق، وتفتح الزاى وتكسر، أراد أنه تنزلق عليه الأقدام ولا تثبت. «نهاية: ٣١٠/ ٢).
(٣) «حسيسها»: وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها. أى: لا يسمعون حسها وحركة تلهبها والحسيس والحس الحركة، وفى الحديث: إنه كان فى مسجد الخيف فسمع حسيس حة، أى: حركتها، وصوت مشيها. «لسان العرب» (٥٠/ ٦).

<<  <   >  >>