للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبى سعيد، عن أبى سلمة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وكان أحب الأعمال إليه ما دوم عليه، وإن قل» (١) رواه الثقفى، وعبد الأعلى، عبده، وغيرهم.

(٨٦ - ٨٤٢) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ومحمد بن قريش، قالا: ثنا حامد بن سهيل، ثنا معلى بن أسد، ثنا عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة [قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن عائشة زوج النبى صلّى الله عليه وسلم تقول] (١) قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «سددوا، وقاربوا، وأبشروا، فإنه لن يدخل الجنة أحد بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدنى (٢) الله منه برحمة، واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله أدومه، وإن قل» رواه إبراهيم بن طهمان، عن أبى سلمة، وقال عمرو بن على، وغيره، عن أبى همام محمد بن الزبرقان، قال عن موسى، وسالم أبى النضر، عن أبى سلمة، عن عائشة.

(٨٧ - ٨٤٣) أخبرنا الحسن بن يوسف (٣)، ثنا محمد بن عبد الله بن الحكم، ثنا أبو ضمرة، عن هشام، عن أبى سلمة، عن عائشة، قالت: (كان أحب الدين الذى يدوم عليه صاحبه) (٤) رواه جماعة عن هشام بن عروة.


(١) تخريجه، رواه مسلم (٧٨٢)، وأبو داود (١٣٦٨)، من طريق سعيد المقبرى، عن أبى سلمة، عن عائشة، ولم أجد الحديث مرفوعا من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن، لعل هذا وهم من الناسخ أو سقط، راجع بعض طرق الحديث فى «التهميد» لابن عبد البر (١٩٢/ ١).
(٢) يتغمدنى برحمته: يلبسنيها ويغمدنى بها، ومنه أغمدت سيفى، وغمدته، وجعلته فى غمده، وسترته به. «شرح النووى لمسلم» (١٦١/ ١٧، ١٦٢).
(٣) الحسن بن يوسف، هو بن مليح الطرائفى، تقدمت ترجمته.
(٤) تخريجه، رواه البخارى (٦٤٦٢)، (٦٤٦٤)، (٦٤٦٧)، ومسلم (٢٨١٨).
قال النووى: « ... وفى ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب، والجنة بطاعته، وأما قوله تعالى اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، ونحوها من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، ثم التوفيق للأعمال، والهداية للإخلاص فيها، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل الجنة بمجرد العمل، وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال أى بسببها، وهى من الرحمة، والله أعلم». «شرح مسلم للنووى» (١٦٠/ ١٧، ١٦١).

<<  <   >  >>