للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٨٤٤ - ٨٨) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو داود، ثنا شعبة، عن سليمان الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبى صلّى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه فى عشر ذى الحجة» قالوا: ولا الجهاد يا رسول الله؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه، وماله فى سبيل الله، ثم لم يرجع من ذلك بشئ» (١)، وقال بعضهم: أفضل ولا أحب إلى اللهعز وجل، وروى هذا الحديث مجاهد، عن ابن عباس.


= قال شيخ الاسلام ابن تيمية: « ... وكذلك أمر الاخرة ليس لمجرد العمل ينال الإنسان السعادة، بل هى سبب، ولهذا قال النبى صلّى الله عليه وسلم: «أنه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل»، وقد قال:
اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فهذه باء السب، أى: بسبب عملكم، والذى نفاه النبى صلّى الله عليه وسلم، باء المقابلة، كما يقال: اشتريت هذا بهذا، أى: ليس العمل عوضا، وثمنا كافيا فى دخول الجنة، بل لا بد من عفو الله، وفضله، رحمته، فبعفوه يمحو السيئات، وبرحمته يأتى بالخيرات، وبفضله يضاعف البركات». (٧٠/ ٨) قال ابن الجوزى: « ... إن دخول الجنة برحمة الله واقتسام الدرجات بالأعمال» «زاد المسير» (٢٠٢/ ٣).
وراجع أقوال أخرى فى تفسير الآية، وشرح الحديث فى «فتح البارى» (٢٩٥/ ١١، ٢٩٧)، و «مفتاح دارالسعادة» لابن القيم (٩٢/ ٢).
إنما وجه تخصيص رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى الحديث بقوله: «ولا أنا ... » فقال الكرمانى: «إذا كان كل الناس لايدخلون الجنة إلا برحمة الله، فوجه تخصيص رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالذكر، أنه إذا كان مقطوعا له بأنه يدخل الجنة، ثم لا يدخلها إلا برحمة الله، فغيره يكون فى ذلك بطريق الأولى» «الفتح» (٢٩٧/ ١١).
(١) تخريجه، رواه البخارى (٩٦٩).

<<  <   >  >>