اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فهذه باء السب، أى: بسبب عملكم، والذى نفاه النبى صلّى الله عليه وسلم، باء المقابلة، كما يقال: اشتريت هذا بهذا، أى: ليس العمل عوضا، وثمنا كافيا فى دخول الجنة، بل لا بد من عفو الله، وفضله، رحمته، فبعفوه يمحو السيئات، وبرحمته يأتى بالخيرات، وبفضله يضاعف البركات». (٧٠/ ٨) قال ابن الجوزى: « ... إن دخول الجنة برحمة الله واقتسام الدرجات بالأعمال» «زاد المسير» (٢٠٢/ ٣). وراجع أقوال أخرى فى تفسير الآية، وشرح الحديث فى «فتح البارى» (٢٩٥/ ١١، ٢٩٧)، و «مفتاح دارالسعادة» لابن القيم (٩٢/ ٢). إنما وجه تخصيص رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى الحديث بقوله: «ولا أنا ... » فقال الكرمانى: «إذا كان كل الناس لايدخلون الجنة إلا برحمة الله، فوجه تخصيص رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالذكر، أنه إذا كان مقطوعا له بأنه يدخل الجنة، ثم لا يدخلها إلا برحمة الله، فغيره يكون فى ذلك بطريق الأولى» «الفتح» (٢٩٧/ ١١). (١) تخريجه، رواه البخارى (٩٦٩).