للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخوانكم بنو تميم! فقالوا: قد قبلنا و (جئنا) (١) لنتفقه فى الدين، ونسألك عن بدو هذا الأمر. فقال: كان (الله) (١) ولم يكن شئ معه غيره (٢)، وكان عرشه على الماء وكتب فى ال [ذكر (٣) كل شئ] (٤) ثم (٥) خلق السموات والأرض، ثم جأنى رجل فقال: أدرك


= موسى. وأما أهل اليمن قوم نافع بن زيد الحميرى فقد قدموا فى سنة تسع، فزمان قدوم الطائفتين مختلف، ولكل منهما قصة غير قصة الطائفة الأخرى ولذلك قال البخارى فى كتاب بدء الخلق:
(باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن) فالعطف هنا ليس من عطف العام على الخاص، ولكن لبيان أن المراد بأهل اليمن قوم غير الأشعريين وهم نافع بن زيد الحميرى ومن قدم معه من أهل حمير. (فتح البارى ٢٨٨/ ٦، ج ٩٦/ ٨، ٩٧).
(١) بياض فى الأصل وقد سددناه من البخارى.
(٢) روى هذا بثلاث الفاظ (لم يكن شئ قبله)، وروى (معه)، وروى (غيره). وكل الألفاظ ثابتة بأحاديث صحيحة.
قال ابن تيمية: والمجلس كان واحداً وسؤالهم وجوابه كان فى ذلك المجلس، وعمران الذى روى الحديث لم يقم منه حين انقضى المجلس، بل قام لما أخبر بذهاب راحلته قبل فراغ المجلس، وهو المخبر بلفظ الرسول. فدل على أنه إنما قال أحد هذه الألفاظ، والآخران رويا بالمعنى، وحينئذ فالذى ثبت عنه لفظ «القبل» فإنه قد ثبت فى صحيح مسلم عن أبى هريرة عن النبى صلّى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه «أنت الأول فليس قبلك شئ .... إلخ».
وإذا ثبت فى هذا الحديث لفظ «القبل» فقد ثبت أن الرسول صلّى الله عليه وسلم قاله، واللفظان الآخران لم يثبت واحد منهما أبداً وكان أكثر أهل الحديث يروونه بلفظ «القبل»: «كان الله ولا شئ قبله» مثل الحميدى والبغوى وابن الأثير، وغيرهم.
وإذا كان إنما قال: «كان ولم يكن شئ قبله» لم يكن فى هذا اللفظ تعرض لابتداء الحوادث ولا لأول مخلوق. (الفتاوى ٢١٦/ ١٨).
(٣) الذكر: أى فى محل الذكر أى فى اللوح المحفوظ. (فتح البارى ٢٩٠/ ٦).
(٤) بياض فى الأصل وسددته من صحيح البخارى - كتاب بدء الخلق.
(٥) فى روايتى الباب وقع (ثم) وكذا فى رواية البخارى فى التوحيد، ووقع فى رواية البخارى فى بدء الخلق بلفظ (الواو). قال ابن حجر: وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) وهذا الحديث يؤيد من روى (ثم خلق السموات والأرض) باللفظ الدال على الترتيب. (فتح البارى ٢٨٩/ ٦).

<<  <   >  >>