عددته، ولكن ما في بيتي سواد على بياض إلا وأنا أحفظه. فقال أبو حاتم للرجل: ففي بيت أبي زرعة مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف، اذهب فأنت بارٌّ في يمينك.
قال: وقيل لأبي زرعة: من رأيت من المشائخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل؛ حزر كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغ اثني عشر حملًا وعدلًا، ما على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حدثنا فلان، وكل ذلك كان يحفظه من ظهر قلبه.
أخبرنا أبو طاهر السلفي، أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن علي القالي المؤدب، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن جربان النهاوندي، أخبرني أحمد بن محمد بن الفضل التستري، ثنا محمد بن سعيد الترمذي، وقد كَتَبْتُ أنا عنه فلم أسمع هذا منه، حدثني علي بن المديني، أنبأ عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا عقر في الإسلام".
قال محمد بن سعيد: سألت أبا عبيد عن العقر؟ فقال: لا أدري. ثم سألوا أبا عبد الله بن الأعرابي عنها؟ فقال: لا أدري. ثم سألوا أبا عمرو الشيباني؟ فقال: لا أدري. فقيل: سلوا أهلها. فقالوا لأحمد بن حنبل: ما معنى قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا عقر في الإسلام"؟ فقال: كانوا في الجاهلية إذا مات فيهم السيد عقروا على قبره، فنهى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ذلك فقال:"لا عقر في الإسلام".
قال محمد بن سعيد: فأخبرت أبا عمر هلال بن العلاء الرقيَّ، فأعجب بقول أحمد، وأنشد: