كان الحسن جامعًا، عالمًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثير العلم، فصيحًا، جميلًا، وسِيمًا، وكان ما أسند من حديثه، وروي عن من سمع منه، فَحَسَنٌ حُجَّة، وما أرسل من الحديث فليس بحُجَّة، وقَدِم مكة فأجلسوه على سرير، واجتمع الناس إليه فحدَّثَهم، وكان فيمن أتاه مجاهد، وعطاء، وطاوس، وعمرو بن شعيب، فقالوا: أو قال بعضهم: لم نرَ مثلَ هذا قط.
أخبرنا الحسن بن موسى، أنا حَمَّاد بن سَلَمة، عن حميد ويونس بن عبيد أنهما قالا: قد رأينا الفقهاء فما رأينا فيهم أجمع من الحسن أحدًا (١)، وأخبرنا محمد بن عبد الباقي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم بن بشر النرسي، وأبو عمرو عثمان ابن محمد بن يوسف العَلَّاف، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا جعفر، هو ابن محمد بن كزال، ثنا خالد بن خداش، ثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن مورق العجلي، قال: قال أبو قتادة العدوي: الزم هذا الرجل، واسمع منه -يعني: الحسن بن أبي الحسن- فما رأيت رجلًا أشبه رأيًا بعمر بن الخطاب منه.
وقال محمد بن سعد: توفي الحسن سنة عشر ومئة، وتوفي بعده ابن سيرين بمئة يوم.
روي له الجماعة.
(١) العبارة في "التهذيب": فما رأينا أحدًا أكمل مروءةً من الحسن.