فقام مستمل ومستمليان وثلاثة، كل ذلك يقولون: لا نسمع، حتى قالوا: ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي فذهب جماعة فأحضروه فلما حضر، قال: من ذكرت فإذا صوته خلاف الرَّعد فسكتوا وقعد المستملون كلُّهم فاستملي هارون. وكان لا يسأل عن حديث إلا حدَّث من حفظه. وسُئل عن حديث فتح مكة، فحدَّثنا من حفظه، فقمنا من مجلسه فأتينا عَفَّان فقال: ما حدَّثكم أبو أيوب، فإذا هو يُعَظِّمُه.
أخبرنا أبو موسى، أنا أبو منصور، أنبأ أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسين بن علي الصَّيْمري، ثنا محمد بن عمران المَرْزُباني، أخبرني محمد بن يحيى: حَدَّثني المقدَّمي القاضي، ثنا أبي، ثنا يحيى بن أكثم، قال: قال لي المأمون: من تركتَ بالبَصْرة؟ فوصفتُ له مشايخ منهم سليمان بن حَرْب، وقلتُ: هو ثقةٌ، حافظٌ للحديث، عاقلٌ، في نهاية السِّتْر والصِّيانة، فأمرني بحمله إليه، فكتبتُ إليه في ذلك، فقدم فاتفق أني أدخلته إليه، وفي المجلس ابن أبي دواد، وثُمَامة وأشباهٌ لهما، فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم، فلما دخل سَلَّم، فأجابه المأمون ورفع مجلسه، ودعا له سليمان بالعِزِّ والتوفيق، فقال ابن أبي دواد: يا أمير المؤمنين، نسأل الشيخ عن مسألة؟ فنظر المأمون إليه نظر تَخْيير له، فقال له سُلَيْمان: يا أمير المؤمنين، حَدَّثنا حَمَّاد بن زيد، قال: قال رجل لابن شُبْرُمة: أسألك؟ فقال: إن كانت مسألتك لا تُضْحِكُ الجليس، ولا تُزري بالمسؤول فسل. وحَدَّثنا وهيب بن خالد، قال: قال إياس بن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها، ولا للمجيب أن يجيب عنها،