وقال شعبة أيضًا: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأَعْمَش.
وقال أبو زرعة: الأَعْمَش إمام.
وقال هُشيم: ما رأيت بالكوفة أُحدًا أقرأ لكتاب الله عز وجل من الأَعْمَش، ولا أجود حديثًا ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
وقال أبو حاتم: يحتج بحديثه.
وقال علي: له نحو ألف وثلاث مئة حديث.
وقال وكيع: كان الأَعْمَش قريبًا من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبًا من سنتين، فما رأيته يقضي رَكْعة.
أخبرنا زيد بن الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد، أنبأ أبو بكر الحافظ، أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أنبأ علي بن محمد الوراق، ثنا محمد بن سويد الزيات، حدثني أبو يحيى الناقد، حدثني محمد بن خلف التَّيْميّ قال: سمعت أبا بكر بن عَيَّاش يقول: كنَّا نُسَمِّي الأَعْمَش سيِّد المحدِّثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدَّورَان، فيقول: عند من كُنْتُم؟ فنقول: عند فلان، فيقول: طيرٌ طيار، ويقول: عند من؟ فنقول: عند فلان. فيقول: طبل مخرق. ويقول: عند من؟ فنقول: عند فلان. فيقول: دُفٌّ، وكان يخرج إلينا شيئًا فنأكله، قال: فقلنا يومًا: لا يخرج إليكم الأَعْمَش شيئًا إلا أكلتموه. قال: فأخرج لنا شيئًا فأكلناه، وأخرج فأكلناه، فدخل فأخرج فتيتًا فشربناه، فدخل فأخرج أجانة صغيرة وقَتًّا، فقال: فعل الله بكم وفعل، أكلتم قوتي وقوت امرأتي، وشربتم فتيتها، هذا كلوه علف الشاة. قال: فمكثنا ثلاثين يومًا لا نكتب؛ فزعًا منه، حتى كَلَّمنا إنسانًا عطارًا كان يجلس إليه، فَكَلَّمه لنا.