وقال يحيى بن معين: كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني.
وكان شعبة إذا ذكر الأَعْمَش قال: المصحف المصحف.
وقال عمرو بن علي: كان الأَعْمَش يُسَمَّى المصحف؛ من صِدْقِهِ.
أخبرنا أبو اليمن، أنبأ أبو منصور، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنبأ البرقاني، أنبأ أبو الفضل بن خميرويه، أنبأ الحسين بن إدريس قال: سمعت ابن عَمَّار يقول: ليس في المحدثين أثبت من الأَعْمَش، ومنصور ابن المُعْتَمِر -وهو أفضل من الأَعْمَش-، والأَعْمَش أعرف بالمسند وأكثر مسندًا منه.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان الأَعْمَش ثقةً، محدِّث أهل الكوفة في زمانه، يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب، وكان يُقرئ القرآن، رأسٌ فيه، قرأ على يحيى بن وَثَّاب وكان فصيحًا، وكان أبوه من سبي الدَّيْلم، وكان مولي لبني كاهل، فَخْذ من بني أسد، وكان عسرًا سيئ الخُلُق، وكان لا يَلْحَن حرفًا، وكان عالمًا بالفرائض، ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثًا منه، وكان فيه تَشَيُّع، ولم يختم على الأَعْمَش إلا ثلاثة نفر: طلحة بن مُصَرِّف -وكان أفضل من الأَعْمَش، وأرفع سنًّا منه-، وأبان بن تَغْلِب النَّحْوي، وأبو عُبَيْدة بن مَعْن بن عبد الرحمن، وروى عن أنس بن مالك حديثًا واحدًا في "دخول الخلاء"، ويقال: إن أبا الأَعْمَش شهد قتل الحسين، وأن الأَعْمَش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين، وراح الأَعْمَش إلى الجمعة وعليه فَرْوة قد قلب فَرْوة جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.