قال الربعي: وليس هو بصحيح، وقول ضَمْرَة أصح؛ لأنه اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتي.
قال الأصمعي: الأوزاع: الفِرَق، يقال: وَزَّعْتُ الشيء على القوم: إذا فرقته عليهم، وهذا اسم جمع لا واحد له.
قال الرِّياشي: والأوزاع: بطون من العرب يجمعهم هذا الاسم.
قال الربعي: وهذا تصديق لما قال ضمرة.
وقال أبو زرعة الدمشقي: كان اسم الأوزاعي: عبد العزيز بن عمرو بن أبي عمرو، فَسَمَّي هو نفسه: عبد الرحمن، وكان أصله من سِباء السِّند، وكان ينزل الأوزاع، فغلب ذلك عليه، وكان ينزل بيروت ساحل دمشق، وإليه فتوى الفقه لأهل الشام؛ لفضله فيهم وكثرة روايته، وبلغ سبعين سنة، وكان فصيحًا، وكانت صنعته الكتابة والترسُّل، فرسائله تؤثر.
قال يحيى بن معين: قال أبو مسهر: وُلد الأوزاعي في سنة ثمان وثمانين، ومات في سنة سبع وخمسين - يعني ومئة.
وقال محمد بن شعيب: قلت لأمية بن يزيد بن أبي عثمان: أين الأوزاعي من مكحول؟ قال: هو عندنا أرفع من مكحول. قلت له: إن مكحولًا قد رأي أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قال: وإن كان قد رآهم فأين فضل الأوزاعي في نفسه، فقد جمع العبادة والورع، والقول بالحق؟ !
وقال محمد بن سعد: أبو عمرو الأوزاعي، واسمه: عبد الرحمن بن عمرو، والأوزاع: بطن من هَمْدَان، وهو من أنفسهم، ولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة، مأمونًا، صدوقًا، فاضلًا، خيرًا، كثير الحديث، والعلم، والفقه، وكان مكتبه باليمامة، فلذلك سمع من يحيى بن أبي كثير