للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال صالح ابن أحمد: قلت لأبي: عبد الرحمن أثبت عندك أو وكيع؟ قال: عبد الرحمن أقل سقطًا من وكيع في سفيان، قد خالفه وكيع في ستين حديثًا من حديث سفيان، وكان عبد الرحمن يجيء بها على ألفاظها، وهو أكثر عددًا لشيوخ سفيان من وكيع، وروى وكيع عن خمسين شيخًا لم يرو عنهم عبد الرحمن، وكان لعبد الرحمن تَوَقٍّ حسن، قلت: فأبو نعيم؟ قال: أين يقع أبو نعيم من هؤلاء!

أخبرنا أبو موسى، أنا أبو علي، ثنا أحمد، ثنا عبد الله ابن محمد ابن جعفر، ثنا محمد ابن أحمد ابن عمر، ثنا عبد الرحمن ابن عمر قال: سمعت عبد الرحمن يقول: الحديث الذي جاء: "دع ما يَريبك إلى ما لا يريبك"، فوالله لا تجد فَقْدَ شيء تركته ابتغاء وجه الله، كنتُ أنا وأخي شريكين فأصبنا مالًا كثيرًا؛ فدخل قلبي من ذلك شيء، فتركته لله عز وجل وخرجتُ منه، فما خرجت من الدنيا حتى رد الله عز وجل ذلك المال عامَّته إليَّ وإلى ولدي أو والدي، زَوَّج أخي ثلاث بنات من بَنِي، وزوجتُ ابنتي من ابنه، ومات أخي فورثه أبي، ومات أبي فورثته أنا؛ فرجع ذلك كله إليَّ وإلى ولدي في الدنيا.

وبه ثنا عبد الرحمن ابن عمر، حدثني يحيى ابن عبد الرحمن ابن مهدي، أن أباه قام ليلة وكان يُحْيِي اللَّيل كلَّه، فلما طَلَع الفَجْر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى علي هذا الفراش، فجعل على نفسه ألا يجعل بين الأرض وجلده شيئًا شهرين؛ فقرح فخذاه جميعًا.

قال ابن المديني: ولد عبد الرحمن في سنة خمس وثلاثين ومئة، ومات سنة ثمان وتسعين وهو ابن ثلاث وستين.

<<  <  ج: ص:  >  >>