عليك إلا ما ليس عندك، قال: فأملى على ثلاثين حديثًا لم أسمع منها حديثًا، ثم قال: لا تَعُد، قلت: لا أعود.
قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب فقال: امض بنا إلى عبد الرحمن حتى أفضحه اليوم في المناسك، قال علي: وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج، قال: فذهبنا فدخلنا عليه فسلَّمنا وجلسنا بين يديه، فقال: هاتا ما عندكما، فأظنك يا سليمان صاحب الخطبة؟ قال: نعم، ما أحد يفيدنا في الحج شيئًا. فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليَّ، ثم قال: يا سليمان، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت فوقع على أهله؟ فاندفع سليمان يروي: يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث افترقا، قال له: ومتى يجتمعان ومتى يتفرقان؟ فسكت سليمان، فقال: أجب، فأقبل يلقي علينا المسائل ويملي علينا المسائل ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة، في كل مسألة يروي الحديث والحديثين ويقول: سألت مالكًا، وسألت سفيان ابن عيينة، وعبيد الله ابن الحسن، قال: فلما قمت قال: لا تعد، تقول ما قلت. قال: فقمنا وخرجنا، قال: فأقبل عليَّ سليمان فقال: أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟ ! كأنه كان قاعدًا معهم: سمعت مالكًا وسفيان ابن عيينة، وعبيد الله.
وقال محمد ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، توفي بالبصرة في جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وقال عبد الرحمن: ثنا أبي قال: سألتُ علي ابن المديني: مَن أوثق أصحاب الثَّوْريّ؟ قال: يحيى القطان، وعبد الرحمن ابن مهدي، ووكيع، وأبو نعيم.