وقال محمد بن مسلم: ما خَلَّف أبو زرعة مثله، وكان موته دَرْبندات (١) العلم.
وقال أحمد بن حنبل: ما جاوز الجَسْر أفقه من إسحاق بن إبراهيم، ولا أحفظ من أبي زُرْعة.
وقال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزُّهْري: لقيت مالك بن أنس؛ وغيره فما رأت عيناي مثله. يعني: أبا زرعة.
وقال ابن المُنادي: وبالرَّي. يعني: مات أبو زرعة يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة من سنة أربع وستين، وكان مولده سنة مئتين.
وقال أبو حاتم: ما خَلَّفَ بعده مثله عِلْمًا، وفقهًا، وصيانةً، وصدقًا، وهذا ما لا يُرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
أخبرنا أبو طاهر السِّلفي، أنا أبو علي البَرَدَاني قال: سمعت هَنَّاد بن إبراهيم بن محمد النَّسَفي يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن يوسف القَطَّان بقزوين يقول: سمعت أبا عبد الله عمر بن أحمد ابن إسحاق العَطَّار يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن مسلم بن وارة الرازي يقول: حضرتُ مع أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي عند أبي زرعة الرازي، وهو في النَّزع، فقلت لأبي حاتم: تعال حتى نُلَقِّنه الشهادة، فقال أبو حاتم: إني لأستحيي من أبي زرعة أن ألقنه الشهادة،
(١) كذا في الأصل، وفي "الجرح والتعديل" (١/ ٣٢٩)، (٥/ ٣٢٦): دربندان، وفي "تاريخ دمشق" (٣٨/ ٣٢): دربند. والعبارة في الموضع الأول من "الجرح والتعديل": كان دربندان العلم.