ولكن تعال حتى نتذاكر الحديث؛ فلعله إذا سمعه يقول. فقال محمد بن مسلم: فبدأت: ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا عبد الحميد بن جعفر، فارتجّ عليَّ الحديث حتى كأني ما سمعته ولا قرأته، فبدأ أبو حاتم فقال: ثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر، فارتجّ عليه حتى كأنه ما قرأه ولا سمعه، فبدأ أبو زرعة فقال: ثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مُرَّة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله" وخرجت روحه مع الهاء من قبل أن يقول: "دخل الجنة". وذلك في سنة اثنتين وستين ومئتين.
أخبرنا أبو طاهر السِّلَفي، أنا أبو علي البَرَداني، أنا أحمد بن سليمان، أنا الماليني، أنا ابن عدي قال: سمعت أبي عدي بن عبد الله يقول: كنت بالري وأنا غلام في البزارين، فحلف رجلٌ بطلاق امرأته أن أبا زرعة يحفظ مئة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب الرجل هل طَلُقَتْ امرأتُه أم لا، فذهبتُ معهم فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل، فقال: ما حمله على ذلك؟ فقيل له: قد جرى الآن منه، فقال أبو زرعة: قُل له يتمسك؛ فإنها لم تطلق عليه، أو كما قال.
قال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ: لم يكن في هذه الأمة أحفظ من أبي زُرْعة؛ كان يحفظ سبع مئة ألف حديث. وقال: وكان يحفظ مئة وأربعين ألفًا في التَّفسير والقراءات.
قال: وحفظ كتب أبي حنيفة في أربعين يومًا، فكان يسردها مثل الماء، ولا يعرف سَنْجة عشرين من سَنْجة خمسة.
أخبرنا أبو طاهر السِّلفي قال: أنا أبو علي البرداني، نا هناد قال: