مسلم يجيء إلى الأخفش، وإلى أصحاب النحو، فيعرض عليهم الحديث، يعربه، فقال له الأخفش: عليك بهذا. يعنيني، فكان بعد ذلك يجيء إليَّ حتى عرض علىَّ حديثًا كثيرًا.
وقال محمد بن عبد الرحمن بن فَهْم: سمعت يحيى بن معين يقول: ما أخطأ عفّان قط إلا مَرّة في حديثٍ واحدٍ، أنا لقنته إياه، فأستغفر الله تعالى.
قال ابن فهم: وما سمعتُ يحيى بن معين يستغفر الله قط إلا ذلك اليوم.
وقال خلف بن سالم: ما رأيت أحدًا يحسن الحديث إلا رجلين: بهز ابن أسد، وعَفّان بن مُسلم.
وذُكر عفان عند علي بن المديني، فقال: كيف أذكر رجلًا يشكُّ في حرفٍ فيضرب على خمسة أسطر؟ !
وقال يحيى بن معين: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جُرَيْج، والثَّوْريّ، وشُعْبة، وعَفَّان.
أخبرنا محمد بن حمزة القرشي، أنا هبة الله بن أحمد الأنصاري، أنا أحمد بن علي قال: حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، أنا أبو بكر الخلال، أنا العباس بن محمد، ثنا جعفر الطَّيالسي قال: سمعتُ عَفَّان يقول: يكون عند أحدهم حديث فيُخرجه بالمُقَرِّعَة، كتبتُ عن حمَّاد بن سَلَمة عشرة آلاف حديث، ما حَدَّثتُ منها بألفي حديث، وكتبت عن وُهَيْب أربعة آلاف، ما حَدَّثتُ منها بألف، وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث، ما حَدَّثت منها بألفٍ.
وقال يحيى بن معين: لي حانوت بباب الطَّاق، وددت أن عَفَّان قرأ