وقال البخاري: ليس أحدٌ من أصحابنا إلا يَحْتَجُّ بعِكْرمة.
وقال خالد بن القاسم البياضي: مات عكرمة وكُثَيِّر عَزَّة في يوم واحد، سنة خمس ومئة، فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعرهم.
وقال أيوب وسئل عن عكرمة: كيف هو؟ قال: لو لم يكن عندي ثقة لم أكتب عنه.
وقال محمد بن سعد: كان كثير العلم، بحرًا من البحور، وليس يحتج بحديثه، ويتكلَّم الناس فيه، وذكر ابن سعد عن عمرو بن دينار قال: دفع إليَّ جابر بن زيد مسائل أسأل عنها عِكْرمة، وجعل يقول: هذا البَحْرُ فَسَلُوه.
وقال أبو أحمد بن عدي بإسناده عن أبي هبيرة قال: قدم علينا عكرمة، وكان يُحَدِّثُنَا بالحديث عن الرجل من أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم يحدثنا به عن غيره، قال: فأتينا شيخًا عندنا يقال له: إسماعيل بن عبيد الأنصاري قد كان سمع من ابن عباس، فذكرنا ذلك له، فقال: أنا أخبره لكم، قال: فأتاه فسأله عن أشياء سأل عنها ابن عباس، فأخبره بها على مثل ما سمع، فأتيناه نسأله، فقال: الرجل صدوق، ولكنه سمع من العلم فأكثر، فكلما سنح له طريق سلكه.
وقال أحمد بن عبد الله: عكرمة مولى ابن عباس ثقة، هو بريء مما يرميه به الناس.
وذكر ابن سعد عن حبيب قال: مرَّ عكرمة بعطاء وسعيد، قال فحدَّثهم، فلما قام قلت له: ما تنكر مما قال شيئًا؟ قال: لا، لا.
وقال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم الكلمة؛ فيفتح لي خمسون بابًا من العلم.