وقال حمَّاد بن زَيْد: حدثني صاحب لنا قال: كنت جالسًا إلى سعيد وعكرمة -وأظنه قال: وعطاء- في نفر، فكان عكرمة صاحب الحديث يومئذ، قال: وكأن على رؤوسهم الطير، فلما فرغ، فمن قائل بيده هكذا وعقد ثلاثين، ومن قائل برأسه هكذا يميل رأسه، قال: فما خالفه أحدٌ منهم في شيء، إلا أنه ذكر الحُوت (١) فقال: كان يسايرهم في ضحضاح من الماء، فقال سعيد بن جبير: أشهد على ابن عباس أني سمعته يقول: كانا يحملانه في مكتل.
وذكر ابن سعد عن سعيد بن جبير قال: إنّكم لتحدثون عن عِكْرمة بأحاديث لو كنت عنده ما حَدَّث بها، فجاء عِكْرمة فحَدَّث بتلك الأحاديث كلها، والقوم سكوت، وما تكلم سعيد، ثم قام عِكْرمة، فقالوا: يا أبا عبد الله، ما قال؟ فعقد الثلاثين وقال: أصاب الحديث.
وقال أبو أحمد بن عَدِي: عِكْرمة مولي ابن عباس إذا روى عنه الثقات فهو مستقيمُ الحديث، إلا أن يروى عنه ضعيفٌ؛ فيكون قد أُتي من قِبَلِ الضَّعيف لا من قِبَلِه، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه، وأدخل أصحاب الصِّحاح حديثه في صحاحهم، وهو أشهر من أن يحتاج إلى إخراج شيء من حديثه، ولا بأس به.