غلام بطشت وإبريق، فنحاني من بين يديه، وأجلسني حيث ينظر، وقال لي: توضأ. قال: فأخذت الإناء وتوضأت كما حدثنا الثوري حديث عبد خير عن علي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، ثم جيء بحصير فطُرحَ لي، فقمتُ فصلَّيت ركعتين، كما روى عن أبي اليقظان عمار بن ياسر أنه صلَّى ركعتين، فأوجز فيهما، ثم صاح بي إليه فَجئْتُ، فأمر بي فجلست، فقال: ما تقول في رجل مات وخلَّف أبويه؟ قلت: لأمه الثلث، وما بقي فلأبيه. قال: فخلف أبويه وأخاه؟ قلت: فلأمه الثلث، وما بقي فلأبيه، وسقط أخوه. قال: فخلف أبويه وأخوين؟ قلت: فلأمه السدس، وما بقي فلأبيه. فقال لي: في قول الناس كلهم؟ قلت: لا، في قول الناس كلهم، إلا في قول جدك، فإنه ما حجبها عن الثلث إلا بثلاثة إخوة. قال: يا هذا، من نهي مثلك أن يأمر بالمعروف؟ ! إنما نهينا أقوامًا يجعلون المعروف منكرًا. قال: قلت: فليكن في ندائك: لا يأمر بالمعروف إلا مَن أحسن أن يأمر به. فقال لي: انصرف. أو كما قال.
أنا أبو موسى، أنا والدي إجازةً، عن كتاب محمد بن الحسن بن سليم، أنا عبد الواحد بن أحمد الشهيد، ثنا عبد الله بن محمد بن حيان، ثنا علي بن رستم، أنا إبراهيم بن معمر، قال: سمعت بشر بن عبد الواحد يقول: رأيت أبا نعيم الفضل بن دُكين في المَنَام، فقلت له: يا أبا نُعَيم، ما فعل بك ربك عز وجل -يعني فيما كنت تأخذ على الحديث-؟ قال: نظر القاضي في أمري فوجدني ذا عيال فرحمني فعفى عني.
وقال علي بن خَشْرَم: سمعت أبا نعيم بقول: يلومونني على الأخذ! في بيتي ثلاثة عشر، وما في بيتي رغيف.
قال ابن مَنْجُويه: وكان مولده سنة ثلاثين ومئة، وتوفي سنة ثمان أو