أخبرنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو بكر أحمد بن على بن الحسين بن زكريا الطريثيثي، أنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، قال: ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو بن عبس، قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت مجلسًا اجتمع فيه المشائخ أنبل من مشائخ اجتمعوا في مسجد جامع الكوفة في وقت الامتحان، فقرئ عليهم الكتاب الذي في المحنة، فقال أبو نعيم: أدركت ثمان مئة شيخ ونيفًا وسبعين شيخًا، منهم الأعمش فمن دونه، فما رأيت خلقًا يقول بهذه المقالة، -يعني خلق القرآن- وما تكلم أحد بهذه المقالة إلا رُمي بالزندقة. فقام أحمد بن يونس، فَقَبّل رأس أبي نعيم، وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرًا.
أخبرنا أبو موسى، أنا أبو منصور، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أنا أبو القاسم عمر بن سيف الكاتب، قال: في كتابي عن عبد الصمد بن المهدي قال: لما دخل المأمون بغداد نادي بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك أن الشيوخ كانوا ببغداد يحبسون ويعاقبون في المحال، فنادى بذلك؛ لأن الناس قد اجتمعوا، قال: فدخل أبو نعيم بغداد في ذلك الوقت، فنظر إلى رجل من الجُند قد أدخل يده بين فخذي امرأة، فزجره أبو نعيم، فتعلَّق الجندي بأبي نعيم ودفعه إلى صاحب الشرطة، وصاحب الشرطة يومئذٍ عباس، وصاحب الخبر أبو عباد، فكتب بخبره إلى المأمون، فأمر بحمله إليه.
قال أبو نعيم: فأدخلت عليه، وقد صلَّى الغداة، وهو يسبح بحَبٍّ فيه شيء من فضة، فسلمت عليه، فرد السلام في خفية، فبينا أنا قائم إذ أتي