ثم يصل فيه من مواعظه، وأما التي خرجت أصغر مما دخلت فذاك محمد ابن سيرين ينتقص منه ويشك فيه، وأما التي خرجت كما دخلت فهو قتادة فهو أحفظ الناس.
أخبرنا أبو المعالي بن صابر، أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل الغساني، ثنا أحمد بن مروان المالكي، ثنا أحمد بن يوسف، أنا أبو زيد، حدثني المدائني، قال: سأل أعرابي على باب قتادة، ثم ذهب، ففقدوا قدحًا قال: فحجَّ قتادة بعد عشر سنين قال: فوقف عليهم أعرابي يسأل، فسمع قتادة كلامه، فقال: هذا صاحب القدح، فسألوه فأقر.
وبه: حدثنا أبو زيد، حدثني حَلْبَس، ثنا سعيد بن أبي عروبة قال: حججتُ مع قتادة فعرض له في الطريق رجل من بني تميم فاستفتاه، فقال له قتادة: ممن الرجل؟ قال: من بني تميم. قال قتادة: ولد تميم فلانًا وفلانًا وفلانًا، قال: مِن فلان. قال: ولد فلان فلانًا، فمن أيهم أنت؟ فلم يزل ينسب أباه حتى اضطره إلى أبيه.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة، مأمونًا، حُجَّة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر.
وقال أبو هلال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري. قلت: قل برأيك. فقال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
وقال قتادة: جالستُ الحسن اثنتي عشر سنة.
وقال عمرو بن عبد الله: لما قَدِمَ قتادة على سعيد بن المُسَيِّب، فجعل يُسائِلُهُ أيامًا فأكثر، قال: فقال له سعيد: كلُّ ما سألتني عنه تحفظه؟ قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا،