متعبد، رجلٌ صالحٌ، أُكره على قضاء الكوفة، وكان فيه تشيع قليل، وكان قد عَمِش من البكاء، وصام ستين سنة، وقامها، وتوفي سنة ثنتين وثلاثين ومئة.
وقال زائدة: أَخَذَهُ يوسف بن عمر عامل الكوفة يريده على القضاء، فامتنع وأبي؛ فدخل عليه، وقد جيء بالقيد ليقيد، قال: فجاءه خَصْمَان فقعدا بين يديه فلم يسألهما ولم يُكلمهما، قال: وقيل ليوسف بن عمر: إنك لو نثرت لَحْمَهُ لم يلِ لك القَضاء! قال: فَخَلَّى عنه.
أخبرنا أبو طاهر السِّلَفِي، أنا أبو طالب أحمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم البَصْرِيّ، نا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بِشْران، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، ثنا محمد بن أحمد الوَاسِطي، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا وكيع، ثنا الثَّوْري قال: أراد ابن هُبَيْرَة أن يستعمل مَنْصور بن المُعْتَمِر على القضاء، فقال: ما كنت لألي لك بعد ما حدَّثني إبراهيم، قال: وبِمَ حدَّثك إبراهيم؟ قال: حدَّثني إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين الظَّلَمة، وأعوان الظَّلَمة، وأشباه الظَّلمة؟ حتَّى من بَرَي لهم قلمًا، أو لاق لهم دواة، فيجمعون في تابوت من حديدٍ ثمَّ يُرمى بهم في جهنم".
وقالت فتاة لأبيها: يا أبه، الاسطوانة الَّتي كانت في دار مَنْصور ما فعلت؟ قال: يا بنية، ذاك مَنْصور؛ كان يصلي بالليل فمات.